...

مدد التقادم في النظام السعودي

في خضم الحياة، تنشأ الحقوق وتُهمل المطالبات، وتتراكم النزاعات المؤجلة. وهنا يأتي التقادم كخط فاصل بين صاحب الحق المهتم، وبين من أهمل أو تراخى في المطالبة. مدد التقادم في النظام السعودي لم تُوضع عبثًا، بل جاءت لتحقيق غاية شرعية ونظامية، وهي غلق باب المنازعات بعد مضي زمن كافٍ يُفترض فيه أن صاحب الحق قد طالب به أو تنازل عنه ضمنيًا.

التقادم يُعتبر سيفًا ذا حدين. فمن جهة يُحمي الأفراد من ملاحقات قديمة، ومن جهة يُسقط دعاوى من لم يُبادر بالمطالبة بحقه في الوقت المناسب. ومن هنا، فإن المحامي سند الجعيد بخبرته القانونية العميقة في المحاكم السعودية يؤكد أن الوعي بـ مدد التقادم في النظام السعودي أمر لا يحتمل التأجيل. في هذا المقال، نفتح هذا الملف بوضوح، ونتناول مدد التقادم في القضايا المدنية، والجنائية، والمالية، والتجارية، والعمالية، ونسلط الضوء على تفاصيل دقيقة غفل عنها كثيرون، وكانت سببًا في سقوط حقوقهم إلى الأبد.

💬 تواصل عبر واتساب

ما معنى تقادم الدعوى؟

تقادم الدعوى هو مبدأ قانوني يُقصد به مرور مدة زمنية يُحددها النظام، بحيث لا تُقبل الدعوى أمام القضاء بعد انقضائها، ما لم يُوجد سبب نظامي يُوقف أو يُعلق أو يُجدد سريانها. وبمعنى آخر، هو انتهاء الأهلية النظامية لسماع الدعوى بسبب الإهمال أو التأخر في رفعها خلال المدة المحددة. تقادم الدعوى لا يعني زوال الحق نفسه دائمًا، بل يعني منع المطالبة به أمام الجهات القضائية. هذا المفهوم يُعد من الأعمدة الأساسية في تنظيم العدالة، لأنه يُحقق الاستقرار القانوني ويمنع استنزاف القضاء في قضايا قديمة.

وقد أوضح المحامي سند الجعيد بخبرته القانونية العميقة أن كثيرًا من القضايا تُرفض يوميًا أمام المحاكم السعودية فقط لأن أصحابها تجاهلوا مدد التقادم في النظام السعودي أو لم يُحسنوا حساب المدد النظامية لتقديم دعاواهم في الوقت المناسب.

ومن المهم فهم هذا المبدأ ضمن الإطار الكامل لـ مدد التقادم في النظام السعودي، إذ تختلف المدد باختلاف نوع الدعوى، ونوع الحق المطالب به، وما إذا كانت المطالبة تستند إلى عقد، أو فعل ضار، أو علاقة تجارية أو عمل.

أبرز ملامح تقادم الدعوى:

  • التقادم يمنع سماع الدعوى، لكنه لا يُلغي الحق في ذاته ما لم يُنص النظام على خلاف ذلك.
  • مدد التقادم في النظام السعودي ليست موحدة، بل تختلف من نظام إلى آخر: المعاملات المدنية، الأوراق التجارية، الشركات، العمل، وغيرها.
  • لا تطبق المحكمة مبدأ التقادم من تلقاء نفسها، بل يجب على الخصم التمسك به أمام القاضي.
  • التقادم يبدأ من تاريخ استحقاق المطالبة، أو من تاريخ العلم بالضرر أو الفعل الضار، بحسب طبيعة الدعوى.
  • التقادم يتوقف في حالات مثل: نقص الأهلية، القوة القاهرة، أو إذا اعترف الطرف الآخر بالحق خلال المدة.

المحامي سند الجعيد يُحذر من التهاون أو الجهل بقاعدة التقادم، إذ يُعتبر ذلك من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى ضياع الحقوق، ويؤكد أن دراسة التقادم بشكل استباقي، يُجنب الأطراف مفاجآت قاسية أمام القضاء.

كم مدة التقادم في الحقوق المالية؟

الحقوق المالية تُعتبر من أكثر أنواع الحقوق عرضة للسقوط بالتقادم، كونها تتعلّق بمطالبات مادية ناشئة عن عقود، ديون، قروض، أجور، تعويضات، أو التزامات مدنية وتجارية. لذلك، يُعد فهم مدد التقادم في النظام السعودي في هذا السياق أمرًا بالغ الأهمية لكل من يُطالب بحق مالي أو يُدافع عن نفسه في دعوى مالية.

بحسب ما يؤكده المحامي سند الجعيد، فإن أغلب الخسائر القضائية في النزاعات المالية لا تعود إلى ضعف الأدلة أو عدم وجود مستندات، بل إلى انقضاء المدة القانونية دون رفع الدعوى. وبموجب النظام، تسقط دعاوى الحقوق المالية بعد مرور مدد زمنية محددة تختلف بحسب طبيعة الحق ونوع النظام الذي يحكم العلاقة.

أهم مدد التقادم في الحقوق المالية:

  • عشر سنوات هي القاعدة العامة لعدم سماع الدعوى في الحقوق الشخصية المدنية، ما لم يُنص على خلاف ذلك.
  • خمس سنوات لتقادم المطالبات المتعلقة بالأجور، الإيجارات، أو الالتزامات الدورية المتكررة.
  • ثلاث سنوات للمطالبة بالتعويض عن الضرر الناتج عن الفعل الضار، إذا كان المتضرر على علم بالضرر وبمن أحدثه.
  • سنة واحدة في بعض دعاوى المسؤولية العقدية الخاصة أو المتعلقة بتقديم خدمات مهنية، مثل المحاسبة أو الاستشارات.

ويُشير المحامي سند الجعيد إلى أن المحكمة لا تُطبق التقادم تلقائيًا، بل يجب على المدعى عليه التمسك به صراحة أمام القاضي، كما أن بعض الوقائع مثل الإقرار بالدين أو المكاتبات قد تُعيد سريان المدة من جديد.

إن من أبرز الأخطاء التي يقع فيها كثير من المدعين هو الاعتقاد بأن الحق لا يسقط طالما أنه ثابت، بينما الواقع النظامي أن الحق إذا لم يُطالب به خلال المدة، يُمنع سماعه قضائيًا. وهذا ما يجعل من معرفة مدد التقادم في النظام السعودي أمرًا جوهريًا يجب أخذه بجدية واحتراف.

كم مدة التقادم في نظام المعاملات المدنية؟

صدر نظام المعاملات المدنية السعودي كواحد من أهم الأنظمة التي أرست وضوحًا قانونيًا في المسائل المالية والتعاقدية، وكان من أبرز ما نظمه: موضوع مدد التقادم في النظام السعودي المتعلقة بعدم سماع الدعوى بعد مرور مدة زمنية معينة.

بحسب هذا النظام، فإن القاعدة العامة تنص على أن الدعوى المتعلقة بالحقوق المدنية لا تُسمع بعد مضي عشر سنوات من تاريخ استحقاق الحق، ما لم ينص النظام على خلاف ذلك. وهذا ما يُعرف بعدم سماع الدعوى بالتقادم، وهو لا يسقط الحق ذاته، بل يمنع المطالبة القضائية به.

وقد أوضح المحامي سند الجعيد أن نظام المعاملات المدنية أحدث نقلة نوعية، حيث فصّل مدد التقادم بحسب نوع المطالبة، وأدخل قواعد مرنة لكنها حازمة في آنٍ واحد. وهذا يتطلب من كل من يبرم عقدًا أو يملك حقًا مدنيًا أن يكون على وعي تام بهذه المدد.

أبرز مدد التقادم في نظام المعاملات المدنية:

  • عشر سنوات: هي المدة العامة لعدم سماع الدعوى في الحقوق المدنية.
  • خمس سنوات: للحقوق الدورية المتجددة مثل الأجور والإيجارات والمستحقات المتكررة.
  • ثلاث سنوات: للمطالبة بالتعويض عن الأضرار الناتجة عن فعل ضار (المسؤولية التقصيرية)، تبدأ من تاريخ العلم بالضرر.
  • سنة واحدة: في حالات إبطال العقد بسبب الغبن أو التدليس أو الإكراه، تبدأ من تاريخ العلم بالسبب.
  • لا تبدأ مدة التقادم إذا كان صاحب الحق قاصرًا، أو فاقدًا للأهلية، أو إذا كان هناك مانع نظامي معتبر.

ويُنبّه المحامي سند الجعيد إلى أن التأخر في رفع الدعوى تحت وهم أن “الحق لا يسقط” قد يؤدي إلى ضياع الدعوى كليًا. لأن مدد التقادم في النظام السعودي، خاصة في ظل هذا النظام الجديد، أصبحت ملزمة ولا تسمح بأي اجتهاد خارج نصوصها.

إذا كنت صاحب حق أو طرفًا في نزاع مدني، فالمبادرة إلى اتخاذ الإجراءات النظامية خلال المدة المحددة ليس خيارًا، بل ضرورة لحماية حقك قبل أن يُغلق عليه الزمن القضائي.

تقادم الدعوى الجنائية في النظام السعودي

يُعدّ تقادم الدعوى الجنائية من المواضيع المعقدة في البيئة القانونية السعودية، نظرًا لتعدد أنواع الجرائم، واختلاف الأنظمة التي تحكمها، وتفاوت النظرة الشرعية والنظامية تجاهها. بخلاف الدعاوى المدنية أو التجارية، لا تُخضع كل الجرائم لمبدأ التقادم، بل إن بعضها يُستثنى صراحةً، ولا يسقط مهما طال الزمن.

مدد التقادم في النظام السعودي في المجال الجنائي تحدد المدة التي يُمنع بعدها تحريك الدعوى العامة ضد المتهم، أو إقامة الحق الخاص أمام القضاء، إذا لم يتم التقدم بها خلال الفترة النظامية، ودون وجود مانع شرعي.

المحامي سند الجعيد صاحب الخبرة الطويلة في الترافع أمام المحاكم الجزائية – يؤكد أن الجهل بمدد التقادم في الدعاوى الجنائية قد يؤدي إما إلى ضياع حق المجني عليه، أو إلى تلفيق اتهامات ساقطة زمنيًا، فيُرفض نظرها فورًا من القاضي المختص.

التقادم في القضايا الجنائية ينقسم إلى نوعين:

  1. الجرائم التي تسقط بالتقادم:
    • بعض الجرائم التعزيرية، مثل السبّ، الشتم، التهديد، الإيذاء البسيط، إذا لم تُرفع فيها شكوى خلال سنة واحدة من تاريخ علم المجني عليه بالفعل.
    • بعض جرائم المال العام أو إساءة الاستعمال الإداري قد تسقط بعد خمس سنوات ما لم تُحرك فيها دعوى من جهة الاختصاص.
    • الحق الخاص في الجريمة، كالتعويض أو الدية، قد يخضع لتقادم مستقل حسب طبيعة الضرر والمطالبة.
  2. الجرائم التي لا تسقط بالتقادم مطلقًا:
    • القتل العمد، الزنا المقترن بإثبات شرعي، الردة، الحرابة، جرائم الإرهاب.
    • جرائم أمن الدولة، أو أي جريمة يُنص على أنها غير قابلة للتقادم في نص نظامي أو شرعي.
    • هذه الجرائم تظل محل ملاحقة، سواء رفع بها دعوى أم لم تُرفع، ولا يوقفها الزمن.

ويُشير المحامي سند الجعيد إلى أن مدد التقادم في النظام السعودي في المجال الجنائي تختلف باختلاف الجهة المختصة: النيابة العامة، هيئة الرقابة، أو الجهات القضائية، وأن الإجراءات التي تتم قبل نهاية المدة (مثل التحقيق أو الاستدعاء) قد تُجدد المدة أو تُوقفها.

فهم هذا التقسيم بدقة يُمكّن من تمييز الدعاوى القابلة للانقضاء، من تلك التي لا تتقادم، مما يختصر الكثير من الوقت، ويُفصل بين قضايا حقيقية، وأخرى ميتة زمنًا.

إذا كنت طرفًا في جريمة مجنيًا عليه أو متهماً فالمبادرة القانونية المبكرة تُمثل فارقًا حاسمًا. مدد التقادم في النظام السعودي لا ترحم الغافلين، والعدالة تُطلب بالتحرك لا بالسكوت.

كم مدة التقادم في الحق الخاص؟

الحق الخاص في الدعاوى الجنائية والمدنية يُمثل مصلحة المجني عليه أو المتضرر، سواء تمثّل في تعويض، دية، استرداد مال، أو غيره من المطالبات الشخصية. ولهذا الحق خصوصية في نظام العدالة، حيث قد يخضع لتقادم مختلف عن الحق العام، بناءً على نوع الجريمة، وطبيعة المطالبة، وما إذا كانت أمام جهة جزائية أو حقوقية.

بحسب تأكيد المحامي سند الجعيد، فإن مدد التقادم في النظام السعودي للحق الخاص ليست واحدة في كل القضايا، بل تختلف باختلاف الواقعة. وهناك خلط شائع بين “سقوط الحق” و”سقوط الدعوى”، وبين “التقادم المدني” و”التقادم الجنائي”، ويؤدي هذا الجهل غالبًا إلى خسارة دعاوى كان يمكن كسبها لو رُفعت في الوقت النظامي المحدد.

أبرز مدد التقادم في الحق الخاص:

  • في الجرائم التعزيرية التي تتضمن أذى أو ضرر بدني أو نفسي، يسقط الحق الخاص بالمطالبة بالتعويض إذا لم تُرفع الدعوى خلال سنة واحدة من تاريخ العلم بالفعل والفاعل، بحسب نظام الإجراءات الجزائية.
  • في الجرائم التي تقع على الأموال، مثل السرقة أو النصب أو إساءة الأمانة، يسقط الحق الخاص إذا لم يُطالب به خلال خمس سنوات من الواقعة أو من تاريخ العلم بها.
  • في الدعاوى المدنية التي تتعلق بحق خاص في تعويض عن ضرر، قد تُرفض الدعوى إذا رُفعت بعد ثلاث سنوات من العلم بالضرر، أو بعد عشر سنوات من وقوعه، وفقًا لنظام المعاملات المدنية.
  • في قضايا الأسرة والنفقة والحضانة، فإن بعض المطالبات تعتبر متجددة ولا تتقادم، بينما يُنظر لبعضها بأثر رجعي خلال مدة محددة لا تتجاوز السنتين غالبًا، بحسب ما استقر عليه القضاء.

ويُشير المحامي سند الجعيد إلى أن مدد التقادم في النظام السعودي في قضايا الحق الخاص تتطلب دقة شديدة في احتساب تاريخ بدء المدة، وهل بدأت من تاريخ وقوع الجريمة، أو من تاريخ العلم بها، أو من تاريخ توفر الأهلية للمدعي. كما أن بعض الإجراءات مثل الصلح أو الإنذار الرسمي تُعيد احتساب المدة من جديد.

من يسكت عن حقه، يخاطر بفقدانه. ومن لا يعرف مدته، يخسر دعواه وهو يظن أن الحق لا يموت. ولهذا السبب، فإن اللجوء إلى محامٍ متخصص مثل سند الجعيد ليس رفاهية قانونية، بل ضرورة لتأمين الموقف القضائي قبل فوات الأوان.

ما هي الجرائم التي لا تسقط بالتقادم في القانون السعودي؟

رغم أن معظم الأنظمة القضائية تعتمد مبدأ سقوط الدعوى بالتقادم بعد مرور مدة معينة، إلا أن القانون السعودي – المستند إلى أحكام الشريعة الإسلامية يستثني مجموعة من الجرائم الخطيرة من هذا المبدأ، فلا يُعتد بالزمن في إسقاطها، ولا يُغلق باب المحاسبة فيها مهما طال الأمد.

المحامي سند الجعيد يُحذر كل من يظن أن مضي الزمن كافٍ لإفلاته من المحاكمة، موضحًا أن هناك جرائم مصنفة في النظام السعودي كـ “لا تسقط بالتقادم”، وتظل محل ملاحقة جنائية، سواء طُلب فيها الحق العام أو الخاص. ويُعتبر هذا الاستثناء من صميم مدد التقادم في النظام السعودي، حيث يُفرق النظام بين القضايا التي يجوز أن يغلقها الوقت، وتلك التي لا تُغلق أبدًا.

الجرائم التي لا تسقط بالتقادم:

  • القتل العمد: يُعد من أعظم الجرائم في الشريعة الإسلامية، ولا يسقط حق القصاص فيه، سواء بطلب الورثة أو من تلقاء الدولة.
  • الزنا المثبت شرعًا: لا يسقط تقادمه إذا ثبت بأربعة شهود أو اعتراف صريح.
  • الحرابة: وتشمل جرائم الإرهاب، وقطع الطريق، والإفساد في الأرض، وتُصنف ضمن الجرائم التي لا تقبل التقادم مطلقًا.
  • الردة عن الإسلام: وهي من الجرائم العقدية التي تُستثنى شرعًا من قاعدة التقادم.
  • جرائم الإرهاب وأمن الدولة: بحسب ما نصت عليه الأنظمة الحديثة، فإن كل ما يمس أمن البلاد أو وحدتها السياسية يُعامل كجريمة دائمة الملاحقة.
  • غسل الأموال والفساد المالي الكبير: يُعَدّ من الجرائم التي يُستثنى فيها مبدأ التقادم في كثير من الحالات، خاصة إذا تعلّق بالمال العام أو ارتبط بمؤسسات الدولة.

ويُشير المحامي سند الجعيد إلى أن هذا النوع من الجرائم لا يسقط بمجرد مرور الوقت، ولا يُغلق حتى لو تقادمت الأدلة، ما لم تصدر أحكام نهائية فيها. ولذلك فإن الجاني في هذه الجرائم يظل تحت طائلة المحاسبة مدى الحياة، سواء كان داخل البلاد أو خارجها.

مدد التقادم في النظام السعودي لم توضع لحماية المجرمين، بل لتحقيق التوازن بين العدالة والاستقرار، إلا أن هناك خطوطًا حمراء لا يُغلق فيها ملف الجريمة، مهما مضى الزمن أو تغيرت الظروف.

مدد التقادم في النظام السعودي لدى الحق الخاص

تُعد مدد التقادم في النظام السعودي للحق الخاص من المفاهيم القانونية الدقيقة التي تضمن التوازن بين حق الأفراد في المطالبة، وحق المجتمع في استقرار المعاملات. الحق الخاص – سواء كان تعويضًا، دية، نفقة، أجرة، أو استرداد مال – لا يُترك بلا سقف زمني، بل يخضع لأنظمة متعددة، كل منها يُحدد إطارًا زمنيًا يجب الالتزام به. المحامي سند الجعيد يوضح أن من أكبر الأخطاء القانونية التي يرتكبها الخصوم هو تجاهل هذه المدد، مما يؤدي إلى سقوط دعاواهم بمجرد الدفع بالتقادم أمام المحكمة.

فيما يلي تفصيل لأهم مدد التقادم في النظام السعودي بحسب الأنظمة التي تحكم الحقوق الخاصة:

مدة التقادم في نظام المرافعات الشرعية

نظام المرافعات الشرعية لا ينص على مدة تقادم عامة لكل الدعاوى، بل يُعطي المحكمة سلطة تقديرية لعدم سماع بعض الدعاوى إذا طال السكوت عنها. لكنه يضع نصوصًا مهمة أبرزها:

  • إذا تُركت الدعوى دون متابعة من المدعي لأكثر من سنتين، جاز للمحكمة الحكم باعتبارها كأن لم تكن.
  • بعض دعاوى الحقوق الخاصة (كالنفقة والإرث) قد تُسمع حتى بعد سنوات، لكن بقيد محدود على المطالبات بأثر رجعي.

المحامي سند الجعيد ينبه إلى أن تجاهل متابعة الدعوى أو عدم إثبات الجدية في التقاضي قد يُسقط الحق عمليًا، حتى وإن لم يسقط شكليًا.

مدة التقادم في نظام السوق المالية

نظام السوق المالية يفرض تقادمًا صارمًا في الدعاوى الخاصة المرتبطة بالمستثمرين، والتعويضات عن الأضرار الناتجة عن التداول أو التلاعب بالسوق:

  • الدعوى تسقط إذا لم تُرفع خلال خمس سنوات من تاريخ وقوع المخالفة.
  • أو سنة واحدة من تاريخ العلم بها، أيهما أسبق.

هذه المدد تُعد من أشد مدد التقادم في النظام السعودي صرامةً، وتهدف لضمان سرعة معالجة الأضرار في بيئة السوق الحساسة.

مدة التقادم في نظام الأوراق التجارية

نظام الأوراق التجارية (الشيكات، الكمبيالات، السندات لأمر) حدد مدد تقادم واضحة، تختلف حسب نوع العلاقة:

  • دعوى حامل الشيك ضد الساحب أو المظهر تسقط بعد خمس سنوات من تاريخ الاستحقاق.
  • دعوى الكمبيالة ضد الضامنين تسقط بعد ثلاث سنوات من تاريخ الاستحقاق.
  • دعوى الرجوع المتسلسل تسقط بعد ستة أشهر.

المحامي سند الجعيد كثيرًا ما واجه دعاوى مرفوضة فقط لأن الشيك كان محتفظًا به دون صرف أو مطالبة قضائية لسنوات، ما يُسقط الحق تلقائيًا بالتقادم.

مدة التقادم في نظام العلامات التجارية

في مجال الملكية الفكرية، لا يُقبل التراخي في الدفاع عن العلامة المسجلة. ولذلك حدد النظام ما يلي:

  • الاعتراض على تسجيل علامة تجارية يجب أن يتم خلال 60 يومًا من النشر.
  • المطالبة بإلغاء العلامة بسبب عدم الاستخدام، أو تقليد علامة مسجلة، تسقط بعد خمس سنوات.

مدد التقادم في النظام السعودي هنا تهدف إلى حماية بيئة الأعمال، ومنع استمرار النزاعات المفتوحة بين العلامات التجارية المتنافسة.

مدة التقادم في نظام الشركات

نظام الشركات يفرض مسؤوليات على الشركاء والمديرين، لكن هذه المسؤوليات ليست أبدية، حيث تسقط الدعوى ضدهم كالتالي:

  • خمس سنوات من تاريخ انتهاء السنة المالية التي وقعت فيها المخالفة أو الخطأ.
  • أو ثلاث سنوات من تاريخ علم الشريك أو المتضرر بالفعل الضار.

المحامي سند الجعيد يُحذر من التأخر في طلب تعويضات عن إساءة إدارة أو مخالفات محاسبية، لأن المحكمة ستلتزم بهذه المدد ولا تقبل المطالبات المتأخرة.

مدة التقادم في نظام العمل

نظام العمل يحمي العامل، لكنه لا يقبل منه التراخي. المادة 234 من نظام العمل نصت صراحة على:

  • تسقط جميع الحقوق الناشئة عن عقد العمل بعد سنة واحدة من تاريخ انتهاء العلاقة العمالية، ما لم يُقدم العامل عذرًا تقبله المحكمة.

ويؤكد المحامي سند الجعيد أن آلاف القضايا العمالية تُرفض سنويًا فقط بسبب مرور هذه السنة، حتى وإن كان للعامل مستندات تثبت حقه.

ختامًا، تُعتبر مدد التقادم في النظام السعودي آلية أساسية لحماية النظام القضائي من الفوضى، ولحفظ التوازن بين الحق والالتزام. الحق الخاص، وإن كان شخصيًا، فهو محكوم بزمن، ومن لا يُطالب به ضمن المدة يسقط عنه الحماية القضائية.

إذا كنت غير متأكد من سريان التقادم على دعواك، أو إذا كنت ترغب بحساب المدة النظامية بدقة، تواصل الآن مع المحامي سند الجعيد، الخبير في تفكيك التقادم وتحديد فرص النجاح أو السقوط في كل ملف.

سقوط الدعوى بالتقادم في السعودية

مبدأ سقوط الدعوى بالتقادم يُعد من الركائز النظامية التي تهدف إلى تحقيق الأمن القضائي، وإنهاء النزاعات المحتملة بعد مضي زمن طويل على الواقعة، دون تحريك دعوى أو اتخاذ إجراء جدي. وبموجب هذا المبدأ، فإن الدعوى – وإن كانت مستندة إلى حق حقيقي لا تُقبل أمام القضاء إذا تم رفعها بعد انقضاء المدة المحددة في النظام دون عذر مقبول.

مدد التقادم في النظام السعودي تختلف باختلاف الأنظمة المطبقة على كل نوع من الدعاوى: مثل نظام الأوراق التجارية، أو نظام المعاملات المدنية، أو نظام العمل، وغير ذلك. لكنها تشترك جميعًا في قاعدة مركزية: أن السكوت عن المطالبة بالحق لفترة زمنية معينة يؤدي إلى سقوط الدعوى شكلاً، لا موضوعًا.

المحامي سند الجعيد يؤكد أن الدفع بالتقادم يُعد من أقوى دفوع الخصوم أمام القضاء، لأنه لا يتعلق بإثبات الوقائع، بل بانتهاء المدة القانونية للمطالبة بها، حتى لو ثبت أصل الحق.

شروط سقوط الدعوى بالتقادم:

  • أن تمر المدة النظامية دون تحريك الدعوى (مثل سنة، ثلاث سنوات، خمس سنوات، حسب نوع القضية).
  • ألا يكون هناك مانع شرعي أو نظامي أوقف سريان المدة (كالقصر، أو الإكراه، أو انقطاع الخصومة).
  • أن يتمسّك المدعى عليه بالدفع بالتقادم صراحة أمام المحكمة.
  • ألا تكون الواقعة من القضايا المستثناة من التقادم (كما سيأتي أدناه).

ولهذا، فإن فهم مدد التقادم في النظام السعودي ضرورة لا يمكن تجاهلها، سواء كنت مدعيًا تطالب بحق، أو مدعى عليه تسعى لدرء المطالبة عنك لأسباب شكلية مشروعة.

القضايا التي لا تسقط بالتقادم

رغم أن مبدأ التقادم يطبق على غالبية الدعاوى، إلا أن هناك قضايا معينة تستثنيها الأنظمة السعودية صراحة، وتُبقيها قابلة للمطالبة في أي وقت، بصرف النظر عن المدة التي مرت منذ وقوعها. هذه القضايا ترتبط إما بالنظام العام، أو بأحكام الشريعة التي لا تُقيد بالزمن.

أمثلة على القضايا التي لا تسقط بالتقادم:

  • قضايا القتل العمد: لا تسقط لا في الحق العام ولا في الحق الخاص، وتبقى ملاحقة الجاني قائمة مدى الحياة.
  • جرائم الزنا المثبت شرعًا: لا تُقيد بمدة تقادم، طالما وُجد الدليل الشرعي القاطع.
  • جرائم الردة والحرابة: تُعتبر من الكبائر الشرعية التي لا تخضع لسقف زمني.
  • الجرائم الإرهابية وأمن الدولة: بحسب الأنظمة السعودية، تُستثنى من مبدأ التقادم، وتُطارد جنائيًا دون اعتبار للمدة.
  • الجرائم الماسة بالمال العام: خصوصًا في حالات التزوير، الرشوة، أو الاستيلاء على أموال الدولة.

المحامي سند الجعيد يوضح أن هذه القضايا – حتى إن مرّت عليها سنوات طويلة – فإن أي بلاغ يُقدم بشأنها، أو ظهور أدلة جديدة، يُعيد فتحها من جديد دون عائق زمني.

ومن هنا، فإن الجزم بسقوط الدعوى بالتقادم يجب أن يُبنى على فهم دقيق لنوع القضية، والمدة، والاستثناءات. وهذا لا يمكن أن يتم إلا عبر فحص قانوني دقيق يجريه محامٍ متمرس، مثل سند الجعيد.

للتواصل المباشر مع المحامي سند الجعيد: 966565052502

إذا كنت تملك حقًا وتخشى فوات المدة، أو إذا كنت تواجه دعوى قديمة وتريد الدفع بالتقادم، لا تؤجل المراجعة القانونية. مدد التقادم في النظام السعودي لا ترحم من يتجاهلها.

تواصل الآن مع أفضل محامي في الرياض

إذا كنت تملك حقًا وتخشى سقوطه بسبب التقادم، أو إذا كنت مدعى عليه وتحتاج إلى الدفاع بدفع شكلي يحسم القضية دون الدخول في تفاصيل مرهقة، فإن التوقيت هو كل شيء. لا تنتظر حتى تُفاجأ بحكم قطعي برفض دعواك بسبب إهمالك في احتساب المدة النظامية.

مدد التقادم في النظام السعودي لا تعطي فرصة ثانية. فهي سيف نظامي قاطع، يسقط الحق في ساحة المحكمة حتى لو كان ثابتًا في الواقع.

المحامي سند الجعيد، بخبرة تتجاوز 20 عامًا في أروقة المحاكم السعودية، هو الخيار القانوني الأمثل لمن يبحث عن إجابة حاسمة، لا مجاملة فيها. سند لا يمنحك آمالًا زائفة، بل يخبرك بحقيقة موقفك بلا مواربة. سواء كنت مدعيًا أو مدعى عليه، فإن تحليل ملفك من زاوية مدد التقادم في النظام السعودي سيكون خط الدفاع أو الهجوم الفاصل في مصير الدعوى.

للتواصل المباشر مع المحامي سند الجعيد: 966565052502 لا تترك وقتك يضيع. التقادم لا يرحم، والمحكمة لا تنتظر. اتخذ قرارك الآن.

Rate this post
تواصل مع المحامي
1
تواصل مع المحامي
اهلا ومرحبا بكم
شكرا لثقتكم بنا
يمكنكم التواصل معنا عن طريق الواتس اب فريقنا من محامون متخصصون في مختلف انواع القضايا
اتصل الان